الرؤية والاهداف

العيد 31 لإستقلال ارتريا والديماغوجية

حزب الوطن الديمقراطي الإرتري - الدائرة السياسية

حزب الوطن الديمقراطي الإرتري – حادِي

التعليق السياسي

العيد 31 لاستقلال إرتريا والديماغوجية

احتفل الشعب الإرتري في بقاع العالم بالعيد 31 للاستقلال المجيد، فهو يوم مشهود بحق تتجلى فيه رمزية عزة إرتريا وفخرها، وآمالها في مستقبل مشرق. كما احْتُفِل به رسميا في أسمرا تحت شعار “خيارنا المستقل عزتنا” وبغض النظر عن الشعار وعن أهمية اليوم، فإن الشعب في الداخل والخارج لم يفاجأ بالخطاب الديماغوجي؛ لأن الشعب الإرتري وعلى مدى سنوات تعود أن يسمع هذه التهويمات من أسياس أفورقي، وشغله بقضايا انصرافية لا تعنيه بصورة مباشرة في أمنه وحياته المعيشية الحالية وخطط التنمية المستقبلية.

الذي يسمع خطاب الرئيس يعتقد بأن إرتريا دولة من دول الاتحاد الروسي، فهل ياترى هذا لتبرير مواقفه من الحرب الروسية على أوكرانيا، أم مقدمة لتبرير وجود القاعدة العسكرية الروسية للعمليات اللوجستية التي منحها لهم النظام في منطقة “يمهو” شرق مدينة أفعبت على الساحل الشمالي، والتي تبعد تقريبا حوالي 43 كلم من مرسى (قلبوب). وتأتي هذه الخطوة بعد خطوة أخرى وهي الإعلان بمنح الصين تسهيلات ومشروعات لتطوير مينائي مصوع وعصب. وهكذا في غياب مؤسسات الحكم الرشيد ستعاني إرتريا بما يسمى “بعمى الاختيار” نتيجة العقلية السياسية الفردية التي تحكمها.

فهل ياترى القاعدة الروسية ستحمي إرتريا من أي استهداف عسكري؟ وهل هذا متيسر في ظل انشغال روسيا بالحرب التي تخوضها في أوكرانيا، وهي ليست بالمعركة السهلة؟ إضافة إلى ما يُتداول إعلاميا من انسحابها من سوريا. فهل تغامر روسيا بفتح جبهة جديدة؟ وما هي المصالح المتوقعة مقابل الخسائر المترتبة؟.

والسؤال الأهم هو هل أمريكا والدول الغربية ستتجاهل هذه الوضع كما في السابق؟ أم أنها ستقوم بخطوات ضد نظام أسياس أفورقي؟.

ومما يظهر أنه قد حانت لحظة تخلص أمريكا من النظام الذي رعته في بداية التسعينيات، ونفذت به بعض أجندتها السياسية في المنطقة، وحتى عندما بدأ يشب عن الطوق تجاهلت تصرفاته في البدء، ثم فرضت عليه عقوبات مخففة، لأنه لم يكن يشكل مخاطر على خططها في المنطقة، ونحسب أن كيلها طفح من تصرفات النظام، ووصل إلى مرحلة لا يمكن تجاهلها.

ولعل خطة أمريكا وحلفاءها لإزالة النظام قد نضجت، حيث هناك مجموعة من المبررات. فقد كثفت الدول الغربية في الآونة الأخيرة من جمع التقارير عن الانتهاكات التي يرتكبها نظام أسياس أفورقي ضد حقوق الانسان الإرتري، إضافة إلى دوره في الحرب الدائرة في إثيوبيا، ولا ننسى مواقف النظام وسياساته الخارجية المستفزة للدول الغربية، وبخاصة موقفه الأخير من غزو روسيا لأوكرانيا، ونحسب أن أمريكا وجدت الغطاء المناسب لازاحة النظام، وذلك عبر الحرب بالوكالة، من خلال استعدادات جبهة تحرير شعب تجراي لخوض معركة الثأر من الجيش الإرتري.

فهل نتوقع من نظام أسياس أفورقي أن يقلب الطاولة بتقديم مبادرة جريئة تدل على مراجعة وإعادة حساباته السياسية؟ سواء تجاه الداخل الإرتري؟ أو مع دول الجوار؟ أو مع أمريكا والدول الغربية؟ بل وحتى مع التجراي؟ بغض النظر عن قبول هذه الجهات ورفضها لتلك المبادرة؟ أم أنه سيهرب للأمام ليواجه مصيره؟ وبالتالي تتعقد القضية، ويستمر نزيف الشعب الإرتري، بل ونزيف البلدان المجاورة، وتشهد شعوب المنطقة المزيد من الخسائر البشرية والمادية؟!.

الدائرة السياسية
25 مايو 2022‪

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق